بمناسبة اليوم العالمي للمرأة، نظّم النادي الأدبي بثانوية سلوان الحسّاني التأهيلية، التابعة لنيابة الناظور، مؤخراً، نشاطاً ثقافياً حول نزار قبّاني (1923 - 1998م) وتجربته الشعرية الخَصيبة؛ هو عبارة عن عرْض قدّمه التلميذان محمد المرزوقي وياسين بوحبوشة، من الثانية بكالوريا علوم إنسانية، وسيَّرَته التلميذة زينب علي وعمر، من الثانية باك آداب عصرية. وقد استهلَّ المتدخِّلان عرْضهما المُشترَك بالوقوف عند سيرة الشاعر الراحل نزار قباني من حيث التعريف بأسرته، وهواياته، ومواهبه، وتنقلاته بين عدد من الفضاءات، وعمله الدبلوماسي في جملة من العواصم، ونحْو ذلك. وخصّص التلميذان حيّزاً مهمّاً من عرضهما للحديث عن تجربة نزار الشعرية؛ بحيث إنه وَلَجَ عالمَ القريض من باب الشعر ذي البناء الكلاسيكي، قبل أنْ يتحوّل إلى كتابة القصيدة التفعيلية، أو المُراوَحة بين هذين النمطين بالأحْرى، وطَرَقَ جملة وافرة من الموضوعات والثيمات في واقع الأمر، ولم يقصّر أشعارَه على المرأة كما قد يتوهّم بعضُهم ممّن لم يطّلع على مجموع أشعار الرجل. فهو – في نظر كثيرين – "شاعر المرأة" بامتياز في دُنيا القصيدة العربية الحديثة؛ إذ تناوَل، في عديدٍ من قصائده، المرأةَ بوصْفها قيمة ورمزاً، أكثر ممّا هي أنثى وجسَد، وأعْلى من شأنها، وتغنّى بها كثيراً. وقصائدُه في هذا المضمار معروفة على كل لسان، ولاسيما بعد أنْ أدّاها مُغنُّون عرب كبار؛ أمثال عبد الحليم حافظ، وأم كلثوم، ونجاه الصغيرة، وفايزة أحمد، ونهاد وديع حدّاد (فيروز)، وماجدة الرومي، وأصالة نصْري، وكاظم الساهر. وتطرق نزار في شعره، كذلك، إلى قضايا اجتماعية، وقومية، وسياسية، وغيرها. وهو أولُ شاعر في بلده يُناقش شعرُه السياسي في البرلمان السوري، ولاسيما قصيدته المعروفة "خبْز وحشيش وقمر". وتعرّضت قصائده إلى الحذف من الكتب المدرسية بمِصْر في فترة من الفترات. وخلّف الشاعر، بعد رحيله، أزيد من خمسين عمَلاً، جُلُّها عبارة عن دواوين شعرية؛ مِنْ مِثل: قالت لي السمراء – سامبا – أنت لي – قصائد متوحشة – الرسم بالكلمات. ومن كتاباته النثرية "قصتي مع الشعر"، و"شيء من النثر"، و"ما هو الشعر؟". وله ملحمة مسرحية واحدة بعنوان "جمهورية جُنونِسْتان". إن المكانة الرفيعة التي تبوّأها نزار في شعرنا الحديث كانت دافعاً أساساً إلى إقدام مُحافظة دمشق على تسمية الشارع الذي ازداد فيه باسمه، وإلى إيلاء مزيد من العناية لتجربته الأدبية عموماً، وإلى وَسْمه بـ"الظاهرة الثقافية" من قِبَل بعض الدارسين، الذين أقرُّوا بجُرْأته في لغته وفي اختيار موضوعات قصيده. كما أنجز مُسلسلٌ عن حياته، بُثّ تلفزياً على إحدى القنوات السورية. ولم يَفُتِ التلميذين الوقوفُ عند أهمِّ العوامل التي أسْهمت في بلورة تجرية نزار الشعرية المتميزة، وعند أبْرَزِ المحطّات في حياته؛ كاغتيال زوْجِه بلقيس في لبنان. وقبل فتْح المجال لتدخلات الحاضرين، ارتأى العارضان، إلى جانب تلاميذ آخرين، قراءة جملةٍ من قصائد نزار قباني الهادفة المعروفة، التي قيلت في موضوعات وسياقات شتى. وفُسِح المجال، أيضاً، للتلاميذ لقراءة بعض إنتاجاتهم "الشعرية". وعقب ذلك، أُعْلن عن انتهاء النشاط الثقافي المُنظَّم، وضُرب موعدٌ للحاضرين مع نشاط آخر قادم.